Media

دراسة جديدة لـ"تريندز" تقرأ دوافع وتأثيرات التقارب بين الصين ودول الخليج

09-July-2023



أكدت دراسة بحثية جديدة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن دول الخليج العربية تسعى لإيجاد مستوى متوازن من التكافؤ الاستراتيجي؛ تحافظ من خلاله على مكتسباتها التنموية، وتُشارك دول العالم المتحضرة في السعي إلى رفاهية شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار والأمن لكل شعوب الأرض، وذلك من خلال التفاهم والتنسيق مع كل القوى الكبرى والإقليمية، دون انغلاق على دولة بعينها، أو إقصاء لأخرى.

وبيّنت الدراسة التي حملت عنوان "دوافع وتأثيرات التقارب بين الصين ودول الخليج"، أن ما تأمله الدول الخليجية في علاقاتها مع القوى العظمى – سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين – ليس هو إقامة علاقة وثيقة بدولة على حساب الأخرى، أو أن تصبح الصين بديلة للولايات المتحدة. مؤكدة أن العلاقات الخليجية الأمريكية أعمق من ذلك بكثير، وتتجاوز حدود الأمن والسلاح، كما أنها – أي دول الخليج – لا تريد أن تسيطر دولة بعينها على المنطقة، أو أن تكون المؤثّر الدولي الوحيد فيها.

وأشارت الدراسة التي أعدها محمد خلفان الصوافي الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تأخرت في فهم مغزى السياسة الخارجية الخليجية، ولم تدرك أن دول الخليج العربية قد صارت لديها محددات وقواعد لسياساتها، تنطلق من مصالحها أولًا، وبما لا يتعارض مع مصالح أي أطراف أخرى، بل قد تتوافق معها، وتخدم الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة والعالم. موضحة أنه لهذا باتت لا تزجُّ بنفسها في أزمات أو مشكلات قد تعود عليها بنتائج سلبية. وفي أقصى الأحوال، حين تبلغ الأزمات ذروتها، فإن دول الخليج تنتهج مبدأ الحياد، فلا تنحاز إلى طرف ضد آخر، وهذا ما جعل هذه الدول محل تقدير واحترام دولييْن.

واستعرضت الدراسة دوافع دول الخليج نحو توطيد العلاقة مع جمهورية الصين الشعبية، وتحديد دلالات ذلك التَّوَجُّه بالنسبة لمستقبل العلاقة مع حليفها التقليدي، الولايات المتحدة الأمريكية.

وشددت على أن الدول الخليجية ترغب في إقامة علاقات متوازنة، وتحاول أن تحقّق هذه الرغبة، ولكنها تفعل ذلك بطريقة من يمشي على حبل مشدود. ومن المعروف أن هناك حالة من التنافس الشديد تسود أجواء المنطقة، فهناك رغبة صينية جامحة في أداء أدوار نشطة في المنطقة، وإن كانت وفق أسلوب الدبلوماسية الهادئة. وفي المقابل لا يمكن إنكار عمق العلاقة الاستراتيجية التي تربط دول الخليج بالولايات المتحدة، التي تتغلغل في تفاصيل كثيرة، وتسود في سياقها مصالح كبيرة ومتنوعة.

وذكرت أن قدرة الدول الخليجية على التعامل مع كل من الولايات المتحدة والصين في آنٍ واحد تُعدُّ ميزة سياسية واستراتيجية كبيرة.

Related Media


©2024 Trends Research & Advisory, All Rights Reserved.