مقدمة:
عندما تحول العالم لقرية صغيرة بفعل الثورة في قطاعي النقل والاتصالات والتطور في الأنشطة المالية الدولية، كان لذلك إيجابيات ومنافع جمة، لكنه لم يخلُ أيضًا من السلبيات وأوجه القصور. وكان انتشار الجرائم المالية عبر الحدود من أبرز هذه السلبيات وأكثرها إثارة للجدل وللمشكلات بين الدول. ومع دخول العالم ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، تفاقمت المشكلات الاقتصادية الدولية بنفس القدر الذي تزايدت فيه الفرص والمنافع الاقتصادية. وكان من نصيب الجرائم الاقتصادية أن تتعمق وتتسع رقعتها الدولية وتزداد قدراتها على تجاوز الحدود السياسية للدول. هاهنا تحديدًا ظهرت أهمية التنسيق الدولي لمواجهة الجرائم المالية كجريمة غسل الأموال.
وتأسيسًا على واقع دولي تتسارع فيه الجرائم الاقتصادية لتسبق الجهود الدولية المكافحة لها، ستتراوح الأهداف التي تسعى هذه المقالة لتحقيقها بين تقديم تحليل منضبط لظاهرة غسل الأموال في الواقع الدولي الراهن لاستخلاص محددات ازدهارها وبدائل مقاومتها وبين دراسة نموذج دولي يمكن الاعتماد عليه في فهم الأبعاد الكاملة لهذه الجريمة الاقتصادية وتحديد المقومات الواجب امتلاكها للمكافحة هذه الجريمة والنزول بتداعياتها للحدود الدنيا.
ولتحقيق هذه الأهداف مجتمعة، ستتناول الفقرات القادمة من هذه الورقة إطارًا نظريًا وتحليلًا لظاهرة غسل الأموال، عبر تناول مفهوم هذه الظاهرة وجدلية نشأتها التاريخية ومصادر الأموال التي يتم تدويرها عالميًا بهدف غسلها ومراحل وآليات هذه العملية الاقتصادية المعقدة. يلي ذلك استعراض أهم محددات تنامي ظاهرة غسل الأموال عالميًا، ثم بحث انعكاسات هذه المحددات على خريطة عمليات غسل الأموال عالميًا واستخلاص التداعيات الكمية والنوعية التي تتركها على جسد الاقتصاد الوطني. وللحد من هذه التأثيرات، سيتم تسليط الضوء على أهم الجهود الدولية لكبح جماح هذه الظاهرة، مع التركيز بصفة خاصة على جهود الاقتصاد الإماراتي، لامتلاكه مراكز مالية دولية رائدة ولسعيه المستمر لمكافحة هذه الظاهرة الاقتصادية المَرَضية.
1. ظاهرة غسل الأموال، إطار نظري وتحليلي:
هناك العديد من الأبعاد النظرية التي يتم طرحها وتناولها عند تحليل ظاهرة غسل الأموال وتأثيراتها في الاقتصاد العالمي أو في الاقتصادات الوطنية. وتعرض النقاط التالية بعض من هذه الأبعاد وتقدم تحليلًا مقتضبًا لها:
1-1 المفهوم الاقتصادي لغسل الأموال:
يمكن تعريف غسل الأموال من منظور اقتصادي على أنه كافة الأنشطة المالية التي تهدف بالأساس إلى إخفاء مصادر الأموال غير المشروعة وإعادة إدخالها في دورة النشاط الاقتصادي لتُعَامَل معاملة الأموال المشروعة. وعلى الصعيد الدولي، فلقد استقر تعريف نشاط غسل الأموال في اتفاقية فيينا لعام 1988 مادة رقم 3.1 على أنه[1] "تحويل الأموال أو نقلها مع العلم بأنها مستمَّدة من أيَّة جريمة أو جرائم، بهدف إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع للأموال أو قصد مساعدة أيّ شخص متورَّط في ارتكاب مثل هذه الجريمة أو الجرائم على الإفلات من العواقب القانونية لأفعاله".
وأمام تعريفات متعددة لعمليات غسل الأموال، يصح القول إن الهدف الرئيسي لها هو الإخفاء والتغيير وإعادة التدوير. فعمليات الإخفاء المتعمد والتغيير المقصود وإعادة الإدخال لأي قدر من رؤوس الأموال يدخل بالمفهوم ضمن أنشطة غسل الأموال.
1-2 جدلية النشأة لظاهرة غسل الأموال:
ليس هناك تاريخ معين يمكن الإشارة إليه على أنه هو الذي شهد ميلاد ظاهرة غسل الأموال. ذلك أن هذه الظاهرة الإجرامية غير المشروعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطبيعة الأنشطة الاقتصادية نفسها، وتتطور مع تطور الظواهر المالية والنقدية المشروعة. كما أن ارتباطها بالجريمة المالية وبالأموال غير المشروعة يجعلها تضرب بجذورها في عمق التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للنشاط الإنساني نفسه. ومع ذلك، ورغم أنه لا يوجد تاريخ محدد لنشوء هذه الظاهرة في الاقتصاد العالمي، لكن تفاقمها[2] على الصعيد الدولي له العديد من الأسباب ويرتبط بظهور العولمة في الأنشطة الاقتصادية على ما سيتضح في موضع تالٍ من هذا التحليل.
ولما كانت الأموال المولدة من المعاملات الاقتصادية غير المشروعة هي نقطة البداية في نشاط غسل الأموال، فإن النشأة الأولى لهذه الظاهرة ارتبطت بالجريمة الاقتصادية نفسها، أو بالجريمة غير الاقتصادية لكنها ذات مردود اقتصادي مرتفع. وبطبيعة الحال، فإن هذا النوع من الجرائم له امتداد تاريخي واضح. وبالتالي، فإن الحديث عن نشأة جريمة غسل الأموال ينقلنا مباشرة للبحث في منشأ العوائد والأموال غير المشروعة؛ تلك التي شاعت مع شيوع الجريمة بعد ظهور النقود بديلًا لعمليات المقايضة البدائية. وحري بالتأكيد هنا أن ازدهار الإحصاءات الاقتصادية واكب ظهور العمليات المصرفية والتي تطورت بظهور البنك الحديث ودوره في خلق وإعادة تدوير الأموال بين الأنشطة الاقتصادية المختلفة. ومن ثم، فإن للنظام البنكي المحلي والعلاقات المصرفية الدولية نصيبًا دائمًا من الجدل الذي يدور حول نشأة ظاهرة غسل الأموال. وبالإضافة لعلاقة النظام البنكي بشيوع جريمة غسل الأموال، فإن التحولات الرقمية في عمل النظام المالي، مع اتساع رقعة المعاملات المالية بالإنترنت، قد لعبا دورًا شديد الوضوح في انتشار هذه الجريمة محليًا ودوليًا. بل يمكن القول إن الرافد الحالي لهذه الظاهرة يعتمد على الرقمنة والإنترنت وأفول عصر النقود الورقية.
وحري بالبيان هنا أن انتشار جريمة غسل الأموال راجع أساسًا لوجود معضلة اقتصادية تنطوي عليها هذه الجريمة الاقتصادية، وهي المنافع الاقتصادية المباشرة التي تولدها عبر سلسلة غسل الأموال المحلية والدولية. فبينما ينعقد الإجماع الدولي والمحلي على ضخامة الأضرار الاقتصادية وغير الاقتصادية التي تصحب هذه الجريمة على الأجل الطويل وعلى صعيد متغيرات الاقتصاد الكلي، فإن الأجل القصير يحمل بعض المنافع الآنية لأطراف هذه العملية، بما فيهم الأطراف المؤسسية الوسيطة. فهذا النوع من المؤسسات المالية الوسطية التي تتقبل الدخول في دائرة غسل الأموال تجني منافع وعوائد اقتصادية من هذه الإيداعات قد تتساوى - أو حتى تتفوق - مع منفذي الجريمة؛ إما نتيجة حاجتها لهذه الأموال أو لما يعود عليها من توظيفها. ومن هنا، فإن التنظيمات المانعة والمحاصرة لهذه الجريمة يجب أن تبني خططها واستراتيجياتها في ضوء هذه الحقيقة وصولًا للحد الأعلى من الامتثال للمؤسسات المالية المحلية والدولية.
1-3 جوانب فنية في أنشطة غسل الأموال:
وبعيدًا عن الجوانب التاريخية، وبانتقال التحليل للواقع الراهن في محاولة لفهم أشمل لظاهرة غسل الأموال، فمن المتعين الآن تقليب النظر في الجوانب الفنية في الأنشطة المرتبطة بهذه الظاهرة الإجرامية. ولرسم صورة دقيقة لنشاط غسل الأموال، فمن المهم تناول أهم مصادر الأموال غير المشروعة، وآليات ومراحل تحويل المال غير المشروع، ومحاولات إضفاء المشروعية على رؤوس الأموال المغسولة لتدخل ضمن المعاملات المالية المشروعة.
وعمومًا، فعند التعامل مع البنوك وشركات الصرافة بهدف غسل الأموال، فمن الشائع اللجوء لفتح عدد كبير من الحسابات المصرفية في البنوك المحلية والدولية وإجراء معاملات متكررة على هذه الحسابات والقيام بتحويلات مستمرة بين هذه الحسابات. كما يتم اللجوء للمعاملات المالية غير المصرفية عبر شراء الأصول العالية القيمة.
2. محددات تنامي أنشطة غسل الأموال:
كغيرها من الظواهر الدولية، تساهم محددات متنوعة في رواج أنشطة غسل الأموال عالميًا[6]. إذ إن توافر مثل هذه العوامل وتفاعلها فيما بينها يؤثر في اتجاهات أنشطة غسل الأموال وفي نوعيتها وعمقها وشمولها. وتحاول النقاط التالية الموضحة في الشكل التالي رقم (1) إبراز أهم محددات تنامي هذه الأنشطة في الواقع الاقتصادي المحلي بالإضافة لمسؤولية النظام الاقتصادي الدولي المعاصر.
شكل رقم (1): محددات تنامي أنشطة غسل الأموال
2-1 المحددات الداخلية لجريمة غسل الأموال:
انطلاقًا من المفهوم الذي عرضته الفقرات السابقة لجريمة غسل الأموال، يمكن القول إن الأساس الذي تقوم عليه هذه الجريمة ينبع ابتداء من داخل الاقتصاد ويتحدد بقوى محلية. وبالتأمل في واقع أي اقتصاد حديث، يتضح أن محددات انتشار هذه الجريمة تحددها العناصر الخمسة التالية:
وأيًا ما كان الأمر، فإن استفحال جريمة غسل الأموال داخل أي اقتصاد تتوزع - بدرجات متفاوتة - مسؤوليته على المحددات الخمسة السابقة، ومن الطبيعي أن تختلف درجة مسؤولية كل منها من اقتصاد لآخر وحتى من وقت لآخر في نفس الاقتصاد المعني.
2-2 المحددات الدولية لجريمة غسل الأموال:
تُعزَى المحددات الدولية لجريمة غسل الأموال إلى ما أسهمت به ظاهرة العولمة الاقتصادية من تعقيدات على النظام المالي والنقدي الدولي المعاصر، وللدرجة التي أتاحت الفرص وفتحت الثغرات أمام انتشار هذه الجريمة وعبورها الحدود الجغرافية للدول. ولمعرفة أهم هذه المحددات ومدى علاقتها بشيوع جريمة غسل الأموال، تبحث النقاط التالية تأثير العولمة الاقتصادية والتحولات في النظام النقدي الدولي والسيولة الدولية وكفاءة مؤسسات وأنظمة الرقابة الدولية على شيوع هذه الجريمة عالميًا.
وليس هناك من شك في تنامي مسؤولية المحددات الدولية في شيوع ظاهرة غسل الأموال على الصعيد الدولي. فبينما تعتبر المحددات الداخلية هي المنشئ للأموال "القذرة" أو غير المشروعة التي تبحث عن قنوات لغسلها، فإن ما قدمته العولمة الاقتصادية والتحولات العميقة في النظام النقدي الدولي ومستوى الكفاءة في الرقابة المالية الدولية، يُعدّ من أهم العوامل الاقتصادية المحفزة لازدهار هذه الجريمة في عالمنا المعاصر.
2-3 المحددات غير الاقتصادية لغسل الأموال:
رغم التركيز الأساسي على الجوانب الاقتصادية، قد يكون من المفيد هنا القول إن هناك العديد من المحددات غير الاقتصادية التي تحدد إما ازدهار أو ركود جريمة غسل الأموال. ومن هذه المحددات ما هو داخلي وما هو دولي، شأنها في ذلك شأن المحددات الاقتصادية. فالمحددات الداخلية غير الاقتصادية تتمثل أهمها في درجة الاستقرار السياسي والاجتماعي وانضباط وكفاءة الأنشطة الأمنية ومستوى التعليم والثقافة المالية السائدة في المجتمع. أما المحددات الدولية غير الاقتصادية فتتمثل في أوضاع الاستقرار السياسي الدولي وعمق أنشطة التعاون والتنسيق الدولي وعلاقتها بالتصدي للجريمة المنظمة وانتشار ظاهرة الإرهاب العابر للحدود.
والنقطة الجوهرية التي يجب الانتهاء إليها في ختام استعراض المحددات المفسرة لتنامي جريمة غسل الأموال، أنه لا يمكن الفصل بين المحددات الاقتصادية وغير الاقتصادية لهذه الجريمة، أو بين الأبعاد المحلية والدولية لهذه المحددات. فالتفاعل والتداخل والتشابك هو العنوان الأكثر ملاءمة لهذه المحددات، وهو نفسه الذي يقدم تفسيرًا متماسكًا لمستوى شيوع هذه الجريمة محليًا وعالميًا.
3. الخريطة العالمية لعمليات غسل الأموال وأبرز تداعياتها الاقتصادية:
سبق أن أشارت الفقرات السابقة إلى أن التفاعل بين محددات عمليات غسل الأموال العالمية يؤثر في اتجاهات هذه الظاهرة عالميًا. بيد أن الانعكاس الأبرز لهذه المحددات يمكن رؤيته بوضوح في خريطة عمليات غسل الأموال عالميًا. ولأن هذه الخريطة تحتاج لبيانات دقيقة تقدّر حجم العمليات التي تم تنفيذها ومصدرها ووجهتها، فإن المشكلة الرئيسية التي تصطدم مع ذلك هي درجة الإفصاح والشفافية حول هذه الأنشطة الإجرامية.
3-1 ملامح أساسية لخريطة غسل الأموال الدولية والإقليمية:
تشير بعض الإحصاءات الدولية[10] إلى وصول قيمة المبالغ التي يتم غسلها ما بين 800 إلى 2000 مليار دولار في العام، لتصل تكلفة عمليات غسل الأموال ما بين 2-5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ونظرًا إلى أن الغالبية العظمى لهذه المبالغ تُمرَّر عبر الأنظمة البنكية، فقد وصلت قيمة الغرامات التي تحملتها البنوك في العام 2020 وحده نحو 10.4 مليار دولار؛ بسبب انتهاكات الامتثال المالي. كما تشير الإحصاءات الدولية إلى أن غسل الأموال عبر العملات المشفرة يشكل نسبة ضئيلة مقارنة بالنقود التقليدية؛ فقد بلغت نسبة غسل أموال البيتكوين نحو 0.3% من إجمالي عمليات غسل الأموال عالميًا.
وبينما تندر الإحصاءات الدولية الراصدة لنشاط غسل الأموال، وفي محاولة دولية للتغلب على ضعف الشفافية ومحدودية البيانات المتاحة حول هذه الجريمة الاقتصادية، فقد تم تطوير مؤشر دولي[11] لمكافحة غسل الأموال يحمل عنوان "مؤشر بازل لمكافحة غسل الأموال". وباستقراء بيانات هذا المؤشر، يمكن رسم ملامح عامة لخريطة عالمية توضح مصادر التدفقات الرئيسية لأنشطة غسل الأموال عبر قياس درجة المخاطر الوطنية لمكافحة هذه الجريمة. والجدول التالي يوضح أعلى وأدنى عشر دول وفق أحدث بيانات مؤشر بازل المشار إليه.
جدول رقم (1): خريطة دولية لمؤشر درجة مخاطر مكافحة غسل الأموال للعام 2022*
* المصدر: https://sanctionscanner.com/blog/major-money-laundering-countries-251
واعتمادًا على بيانات الجدول السابق رقم (1)، ومع إضافة نتائج الرصد الإقليمي لمؤشر بازل لمكافحة غسل الأموال، فإن التطورات التي حدثت بين عامي 2021 و2022 توضح حدوث تطورات متباينة في مناطق العالم المختلفة. ووفق تصنيف البنك الدولي لجغرافيا العالم، فقد تباين أداء العالم في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب على النحو التالي[12]:
وبالتأمل في تفاصيل الخريطة الدولية لمكافحة غسل الأموال، يمكن إبراز ملاحظة على جانب كبير من الأهمية الفكرية والتطبيقية؛ إذ يتضح بما لا يترك مجالًا للتشكيك أن هناك تباينًا شديدًا بين قيمة هذا المؤشر في كل من الدول المتقدمة والدول النامية، وفق تصنيف البنك الدولي[13]. فوفقًا لمضمون المؤشرات الرئيسية والفرعية لمؤشر مكافحة غسل الأموال، فإن القدرات الاقتصادية للدول المتقدمة تنعكس على قدراتها لترقية هذه المؤشرات بطريقة كمية ونوعية. ومع تنامي إمكانات الاقتصاد في مكافحة غسل الأموال والجرائم الاقتصادية في العموم، تتراجع في الوقت نفسه مؤشرات جاذبيته لهذه الممارسات الاقتصادية الإجرامية. فالدول المتقدمة تمتلك من المؤسسات والتنظيمات والأدوات ما يمكّنها من محاصرة ظواهر الرشوة والفساد، وتتحسن فيها الشفافية المالية والمساءلة والمحاسبة العامة، مع انخفاض المخاطر القانونية والسياسية. وفي المقابل، ومع تراجع قدرات الدول النامية على تحسين أدائها المؤسسي، تصبح وجهة مفضلة لممارسة أنشطة غسل الأموال؛ أي تصبح بمثابة الملاذات الآمنة للأموال الباحثة عن قنوات وبدائل التدوير وإعادة الإدماج في النشاط الاقتصادي المشروع، محليًا ودوليًا.
3-2 أبرز التداعيات الاقتصادية لأنشطة غسل الأموال:
يستدعي التحليل الآن الوقوف على أبرز وأهم التداعيات الاقتصادية[14] التي تخلقها جريمة غسل الأموال على الصعيدين المحلي والدولي. وتحاول النقاط التالية التفرقة بين هذه التداعيات حسب نوعيها الكمي والنوعي على مجمل الأداء الاقتصادي الوطني [انظر الشكل رقم (2)].
شكل رقم (2) التداعيات الاقتصادية لأنشطة غسل الأموال
وإذا أمكن جمع التداعيات الاقتصادية السابقة في نتيجة واحدة، فستكون المحصلة الإجمالية لشيوع جريمة غسل الأموال سلبية على النمو الاقتصادي المحقق، حتى لو تسببت هذه التدفقات المرتبطة بهذه الجريمة في تحسن مؤقت ولحظي لمؤشرات ميزان المدفوعات ومؤشرات النظام المالي المحلي.
4. فاعلية الجهود الدولية لمكافحة جريمة غسل الأموال.. الاقتصاد الإماراتي نموذجًا:
لقد استبان الآن مدى ضخامة التداعيات السلبية التي يخلقها ضعف الأنظمة المكافحة لجريمة غسل الأموال. ودرءًا لهذه التداعيات، بُذلت العديد من الجهود على الصعيدين الدولي والمحلي لترقية قدرات الدول في مكافحة هذه الجريمة. وتستعرض النقاط التالية أبرز هذه الجهود، عبر تحليل الدور الدولي لمجموعة العمل المالي (FATF) لتنطلق منها إلى تقييم أداء الاقتصاد الإماراتي في هذا السياق.
تعتبر مجموعة العمل المالي (FATF) هيئة رقابة عالمية لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقد تأسست في عام 1989. تتمثل أهداف مجموعة العمل المالي لتوليد الإرادة السياسية اللازمة لتحقيق الإصلاحات التشريعية والتنظيمية الوطنية في هذه المجالات، كما تساهم في وضع المعايير وتعزيز التنفيذ الفعال للتدابير القانونية والتنظيمية والتشغيلية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتهديدات الأخرى ذات الصلة لسلامة النظام المالي الدولي. كما تقوم مجموعة العمل المالي بمراجعة تقنيات غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتعزز معاييرها باستمرار لمواجهة المخاطر الجديدة، مثل تنظيم الأصول الافتراضية التي انتشرت مع اكتساب العملات المشفرة شعبية. وتراقب المجموعة أيضًا الدول للتأكد من أنها تطبق المعايير الدولية بشكل كامل وفعال، كما تحاسب الدول ضعيفة الامتثال[15].
وبإلقاء نظرة سريعة على التوصيات التي وضعتها مجموعة العمل المالي لمحاصرة جريمة غسل الأموال على صعيدها الدولي في العام 2012، فإنها تركزت في تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة غسل الأموال بهدف تقليل المخاطر وتطبيق مناهج متطورة لتحقيق هذا الهدف. كما تناولت التوصيات قضايا تمويل الإرهاب والتدابير المطلوبة لمنع جريمة غسل الأموال، مع تطوير الإجراءات الوقائية وتحسين الشفافية والترتيبات القانونية، وضبط صلاحيات ومسؤوليات السلطات الرقابية المختصة، والتعاون الدولي بأشكاله المختلفة والمساعدات القانونية المتبادلة.
ويلاحظ هنا أن كافة الجهود الدولية الرامية لمكافحة جريمة غسل الأموال لن تستقيم بدون تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول وبين السلطات المالية داخلها. ويستلزم ذلك التنسيق توافر الحد الأدنى من ريادة التقنية الحديثة في المؤسسات المالية المحلية. كما أن الامتثال لتطبيق التوصيات الموضوعة من قبل الجهات الرقابية الدولية تتعزز مع توافر التقنيات المالية عالميًا. ولضمان الوصول للحد الأدنى للتنسيق الدولي للمكافحة والحد الأعلى للانضباط المالي، فإن توافر الإرادة الوطنية وتحسن مستويات الشفافية يعتبران من العناصر الحاسمة في هذا الصدد. وللتدليل على ذلك، فإن قراءة متعمقة لجهود الاقتصاد الإماراتي في مكافحة هذه الجريمة الاقتصادية يبرز أهمية التنسيق بين الجهود المحلية والجهود الدولية لمكافحة أنشطة غسل الأموال.
إن نقطة الارتكاز التي تنطلق منها الجهود الحثيثة للاقتصاد الإماراتي لمكافحة جريمة غسل الأموال تتمثل في دعم المكانة الرائدة التي يحتلها في النظام الاقتصادي الدولي الراهن. ومن ثم، يصبح الارتقاء المستمر بمؤشرات الأداء المؤسسي، ومراعاة المتطلبات والتوصيات الدولية التي تستهدف مكافحة الجرائم الاقتصادية، وتطوير الأنظمة والتشريعات والقوانين الوطنية - كلها تفيد في المحافظة على هذه الريادة الدولية. وتستعرض الفقرات التالية ملامح الجهود الإماراتية في محاصرة هذه الجريمة من خلال العمل على محاور تخطيطية وتنظيمية متعددة على النحو الموضح في الشكل التالي رقم (3).
شكل رقم (3) ملامح الجهود الإماراتية لمكافحة جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
ولما كان نجاح أي جهد تنموي يستلزم السير وفق خطة محكمة تعي الأهداف وتراعي الإمكانات وتمتلك الأدوات والوسائل النافذة، فإن الخطوة الأولى التي سار فيها الاقتصاد الإماراتي مستهدفًا ترقية مؤشراته الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب كانت رسم خريطة طريق واستراتيجية واضحة المعالم للسنوات العشر 2020-2030. وانطوت الاستراتيجية الإماراتية على عدة عناصر؛ فلتطوير السياسات الوطنية، استهدفت هذه الاستراتيجية العمل على الفهم العميق للمخاطر المولَّدة من جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتحديث المستمر للإطار القانوني بما يواكب المستجدات في بيئة الاقتصاد الدولي. وفضلًا عن ذلك، فإن دفعة قوية لإنفاذ القانون وتطوير القدرات الاستخباراتية في المجال المالي وتعزيز التدابير المانعة لهذه الجريمة والزاجرة لمرتكبيها، كانت ضمن الأهداف الرئيسية لهذه الاستراتيجية. كما ركزت هذه الاستراتيجية على تعزيز الدور الإشرافي على الأنشطة المالية، ولاسيما التحويلات المالية الدولية، مع تطوير عمليات الرصد للمعاملات المالية المشبوهة والتنفيذ الآني والفعال للعقوبات المالية المستهدفة؛ ناهيك طبعًا عن الاستمرار في دعم التعاون الإماراتي مع الجهات الدولية ذات الصلة.
ولوضع الاستراتيجية السابقة موضع التنفيذ، وفيما يخص المحور التنظيمي لمكافحة جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في الاقتصاد الإماراتي، فقد تأسس المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في عام 2021 بمرسوم من مجلس الوزراء الإماراتي. وكان منوطًا بهذا المكتب تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب 2020-2030 ورسم خريطة طريق لخطة العمل الوطنية. وفي ظل تحمُّله مسؤولية تنسيق الجهود الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فإن هذا الإطار المؤسسي والتنظيمي يهدف إلى تمكين الاقتصاد الإماراتي من بناء هيكل قوي ومستدام لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ويمتلك في سبيل ذلك تفويضًا تنظيميًا واسع النطاق وعميق الأثر لمساعدة الكيانات ذات الصلة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وانطلاقًا من هذا التفويض، فإن الوظائف الأساسية التي تسهر عليها هذه المظلة التنظيمية تتمثل في مراقبة وتقييم المخاطر الوطنية بطريقة دورية، مع وضع واقتراح سياسات للتخفيف من هذه المخاطر، بالإضافة إلى القيام بمهام الإشراف والاعتماد والتنفيذ لبنود الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية، فضلًا عن القيام ببعض المهام الفنية، مثل تجميع الإحصاءات الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبالتزامن مع ذلك، يأتي ضمن الأدوار الأساسية لهذا الإطار التنظيمي الوطني الاهتمام بالشراكات الدولية وتعزيز التفاعل الإيجابي مع الأجندة العالمية المعزز لمكانة الاقتصاد الإماراتي في هذا الصدد.
وقد يثور الآن تساؤل منطقي حول علاقة الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الإماراتي لمكافحة جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالمكانة التي احتلها في مؤشر بازل لمكافحة غسل الأموال. والواقع أن حصول الاقتصاد الإماراتي على درجة مخاطرة تبلغ 5.07 درجة في آخر التقديرات التي أجريت لهذا المؤشر قد مثّل حافزًا إضافيًا للاستمرار في تطبيق التوصيات التي أقرها التقرير الصادر عن مجموعة العمل المالي FATF بالتعاون مع مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENAFATF؛ تلك الحوافز التي تجلّت في تطوير الاستراتيجية الوطنية الإماراتية 2020-2030، والمشار إليها آنفًا؛ إذ مثلت هذه الاستراتيجية خطوة رئيسية ضمن خطوات عديدة قطعها - ولايزال - الاقتصاد الإماراتي، وهو في طريقه للوصول إلى مصاف الاقتصادات الرائدة في مكافحة جريمة غسل الأموال، وفق الخريطة الدولية السابق تناولها.
وبرغم حداثة تطبيق بنود الاستراتيجية الوطنية لمكافحة جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فإن الملاحظ أنها قد حققت نتائج إيجابية على صُعُد عدة؛ فقد نجح الاقتصاد الإماراتي في الآتي:
وعلى أية حال، فمن المؤكد أن ريادة التكنولوجيا الفائقة التطور ستكون هي مفتاح الاقتصاد الإماراتي للوصول نحو غاياته في مجال مكافحة الجريمة الاقتصادية بكافة صورها، وخصوصًا جريمة غسل الأموال. ولذلك، وباعتبار أن الاقتصاد الإماراتي يعد مركزًا ماليًا دوليًا وإقليميًا رئيسيًا ومركزًا تجاريًا يجذب الأنشطة المالية والتجارية لقطاع البنوك الوطنية ولسوق العقارات في دبي ولتجارة الذهب والمعادن النفسية والحوالات الشخصية[16] - فإن مزيدًا من الاستثمار العام الموجّه لتوطين التكنولوجيا المالية وتعميق المعرفة التكنولوجية الضرورية لأنشطة المتابعة والرقابة للجهات الإشرافية يكتسب أهمية خاصة وفق الدروس التي يمكن استخلاصها من التجارب الدولية الرائدة في مكافحة الجرائم الاقتصادية على تنوعها. كما أن تحفيز القدرات التكنولوجية للقطاع الخاص الوطني ودعم التنويع في الهيكل الاقتصادي الإماراتي هما أيضًا من الركائز شديدة الأهمية ومن المسرِّعات الفعالة لضبط الأداء المالي الإماراتي مستقبلًا.
خاتمة: دروس دولية ومحفزات إماراتية لمكافحة جريمة غسل الأموال
مع هيمنة العولمة والتكنولوجيا على النظام الاقتصاد الدولي المعاصر، كان من الطبيعي أن تظهر بعض المثالب والتحديات التي تعترض آليات عمل هذا النظام وتهدد استقراره المالي والنقدي، فضلًا عن نمو التجارة والاستثمار بين الدول والأقاليم الجغرافية. وليس من قبيل المغالاة أن نقول إن جريمة غسل الأموال، بما تمثله من معاملات غير مشروعة وبما تخلقه من ثغرات مالية، تعتبر هي التحدي الأكثر وضوحًا لاستقرار النظام المالي الدولي، وبالأخص مع ظهور العملات الرقمية الافتراضية وانتشارها. وتفسر هذه الأهمية التي تنطوي عليها جريمة غسل الأموال حالة الكثافة والزخم الدولي الدائرتين حاليًا لحث الدول - طوعًا أو كرهًا - على تطوير قدراتها الوطنية لمكافحة هذه الجرائم المالية. فمن دون تطوير وتحسين هذه القدرات، سيكون الاستقرار المالي العالمي أثرًا بعد عين.
وبينما أظهر التحليل المتقدم أن التنظيمات الدولية تثابر لدعم التنسيق بين الدول في مجال مكافحة جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فلقد أظهر الجزء التطبيقي من فقرات هذا التحليل أن الاقتصاد الإماراتي في طريقه ليصير نموذجًا دوليًا يحتذى في مكافحة هذه الجريمة شديدة الوطأة على الاقتصاد العالمي والاقتصادات الوطنية. وكيف لا، والاقتصاد الإماراتي لا تقتصر قدراته الحالية على توليده مجموعة واسعة وشديدة التنوع من الأنشطة الاقتصادية بناتج محلي إجمالي يدور سنويًا حول 400 مليار دولار[17]، ولا على كون هذا الاقتصاد ذا مكانة رائدة في سلاسل الإمداد العالمية للنفط والمعادن النفيسة، بل إن الموقع الجغرافي الاستراتيجي، وتنوع الأنظمة الاستثمارية المحلية، وعمق وشمول التحول الرقمي في الأنشطة المالية، مع اتساع رقعة الشمول المالي - كلها روافع جعلت الاقتصاد الإماراتي يمتلك مراكز مالية صارت قِبلة إقليمية رائدة. ومن البديهي أن تكون المحافظة على هذه المكانة في ظل احتدام المنافسة الإقليمية والدولية هي أهم الضمانات والمحفزات الوطنية لنجاح الاستراتيجية الإماراتية في مكافحة غسل الأموال ومستهدفاتها بحدود العام 2030.
المراجع
[1] . راجع في ذلك منشورات مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرابط التالي: https://www.unodc.org/romena/ar/money-laundering.html.
[2] . تجدر الملاحظة هنا أن تفاقم هذه الظاهرة على الصعيدين المحلي والدولي مرتبط بتطور قدرات الرصد والإحصاء والمتابعة للأنشطة الاقتصادية المحلية والدولية. فليست هناك أدلة إحصائية دقيقة توضح حجم هذه الظاهرة في عالم ما قبل تطور الإحصاءات المالية المحلية والدولية.
[3] . شاهر إسماعيل، غسل الأموال وأثره على اقتصاديات الدول النامية، مجلة تنمية الرافدين، العدد 94، مجلد 31 لسنة 2009، ص: 91-104.
[4] . راجع في ذلك: مصدر سبق ذكره، منشورات مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرابط التالي: https://www.unodc.org/romena/ar/money-laundering.html.
[5] . في الواقع العملي، قد لا تشتمل جرائم غسل الأموال على كل المراحل الثلاث السابقة؛ فقد يتم إدماج بعض المراحل مع بعضها أو تكرارها أكثر من مرة. فعلى سبيل المثال، تقسم المبالغ النقدية المكتسبة من مبيعات المخدرات إلى مبالغ صغيرة ثم تودع بواسطة "وسيط نقل الأموال" وتحول بعد ذلك كدفعات مقابل خدمات لشركة وهمية. وفي هذه الحالة، تحدث مرحلتا الإيداع والإدماج في مرحلة واحدة. المصدر السابق نفسه.
[6] . في النظام الاقتصاد الدولي، يلاحظ دائمًا الجمع بين مؤشرات جريمة غسل الأموال وجريمة تمويل الأنشطة الإرهابية. ونظرًا لتركيز المقالة الحالية على قضية غسل الأموال من منظور اقتصادي، فإنه يندر تناول قضية تمويل الأنشطة الإرهابية بالعرض والتحليل في ثنايا فقرات هذه الورقة البحثية.
[7] . مثل شركات التأمين والبورصات وصناديق الاستثمار في الأوراق المالية والصناديق المتخصصة الأخرى.
[8] . راجع في ذلك الموقع الإلكتروني للهيئة على الإنترنت في الرابط التالي: https://www.fatf-gafi.org/about/
[9] . راجع في ذلك: محمد الأمين وعادل عبد الله، جريمة غسل الأموال، مفهومها وأبعادها وآثارها واستراتيجيات مكافحتها، تريندز للبحوث والاستشارات، 2022.
[10] . لمزيد من الإحصاءات حول الأنشطة الدولية لغسل الأموال، راجع الرابط التالي: https://www.zippia.com/advice/money-laundering-statistics/#:~:text=According%20to%20our%20extensive%20research,and%20%242%20trillion%20each%20year.
[11] . أصدر هذا المؤشر معهد بازل للحوكمة. وتم إصدار هذا المؤشر في العام 2012 بناء على بيانات خمسة مجالات للقياس؛ وهي: مجال جودة إطار عمل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومجال الرشوة والفساد، ومجال الشفافية والمعايير المالية، ومجال الشفافية والمساءلة العامة، ومجال المخاطر القانونية والسياسية. وتتضمن هذه المجالات الخمسة 18 مؤشرًا فرعيًا لتغطية كافة المتغيرات المرتبطة بنشاط غسل الأموال. لاستيضاح منهجية هذا المؤشر ومكوناته العامة، راجع الرابط التالي: https://sanctionscanner.com/blog/basel-aml-index-2022-661
[12] . المصدر السابق نفسه.
[13] . يعتمد تصنيف البنك الدولي للدول المتقدمة والدول النامية على مؤشرات كمية؛ أبرزها: قيمة الناتج المحلي الإجمالي السنوي، ومتوسط نصيب الفرد من هذا الناتج، والقدرات التصديرية السنوية. ولمزيد من التفاصيل حول تصنيفات البنك الدولي لمؤشرات التنمية العالمية، راجع الرابط التالي: https://databank.worldbank.org/source/world-development-indicators.
[14] . نظرًا لطبيعة جريمة غسل الأموال واتصالها بأبعاد دولية ومحلية متعددة، فإنها تخلق تداعيات سياسية وأمنية واجتماعية شديدة التأثير على الاستقرار المحلي وعلى العلاقات فيما بين الدول، لكن تحليل التداعيات غير الاقتصادية يخرج عن نطاق الدراسة الحالية واهتمامها البحثي.
[15] . راجع في ذلك الرابط التالي: https://www.fatf-gafi.org/about/.
[16] . لاحظ أن الاقتصاد الإماراتي قد حلّ في المركز الثاني عالميًا في قيمة الحوالات الشخصية بقيمة تدور حول 40 مليار دولار في العام 2021. راجع في ذلك المؤشرات المالية لمنظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" والمنشورة على الإنترنت في الرابط التالي: https://unctadstat.unctad.org/wds/ReportFolders/reportFolders.aspx?sCS_ChosenLang=en .
[17] . راجع في ذلك مؤشرات التنمية العالمية للبنك الدولي على الإنترنت، مصدر سبق ذكره.
©2024 Trends Research & Advisory, All Rights Reserved.
Reviews (0)