جاءت وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، يوم 4 نوفمبر الجاري وسط حالة من الانقسامات التي تعانيها الجماعة منذ سنوات، حيث تتصارع ثلاث جبهات على السيطرة على الجماعة وقيادتها، وهي: "جبهة لندن" التي كان يقودها منير قبل رحيله، و"جبهة إسطنبول" التي يقودها محمود حسين، و"جبهة التغيير" التي أعلنت عن نفسها مؤخرًا، والتي يسميها البعض "الكماليون" نسبة إلى القيادي الإخواني محمد كمال، الذي قُتل في مواجهات مع قوات الأمن المصرية عام 2016.
وسط هذه الحال التي تعانيها الجماعة، طرحت وفاة منير عددًا من التساؤلات، أهمها: هل ستنجح "جبهة لندن" في إيجاد بديل لمنير في وقت قريب؟ ومن هو المرشح الأقرب لذلك؟ وهل يستمر هذا البديل في الجمع بين منصبي القائم بأعمال المرشد والأمين العام للتنظيم الدولي، أم سيتم الفصل بين المنصبين؟ وما هو تأثير وفاة إبراهيم منير في الصراع القائم بين "جبهات" الجماعة وفي تماسكها عمومًا؟ وستسعى هذه الورقة إلى الإجابة عن هذه التساؤلات فيما يلي.
من يخلف إبراهيم منير؟
بعد ساعات من وفاة إبراهيم منير، أعلن صهيب عبد المقصود[1]، المتحدث باسم جبهة لندن، تكليف محيي الزايط بإدارة أمور جماعة الإخوان المسلمين "مؤقتًا" حتى يتم الإعلان عن القائم بالأعمال الجديد، كما أعلن الزايط نفسه، في لقاء مع برنامج "المسائية" على قناة "الجزيرة مباشر"، أنه سيتولى المهام الإدارية للجماعة "مؤقتًا" لحين انتخاب قائم بأعمال المرشد، مضيفًا أن "90% من الجماعة كانت على قلب رجل واحد مع الأستاذ إبراهيم منير... في الفترة الأخيرة حاول البعض أن ينازع الأستاذ إبراهيم فيما تولاه، ولم يكن حريصًا عليه أبدًا"[2].
ويبدو أن الزايط أراد من وراء هذه التصريحات التأكيد على عدم وجود خلافات، خاصة داخل جبهة لندن، حول شخص منير ومنصبه كقائم بأعمال المرشد، وأن نسبة صغيرة - يقصد جبهة محمود حسين - هي التي كانت تنازعه حول هذا المنصب، وهو ما يشير أن اختيار بديل لمنير سيكون من خلال "جبهة لندن"، سواء كان الزايط أو غيره.
ويمكن في هذا الإطار الإشارة إلى 3 شخصيات مرشحة لتحل محل منير، وهم:
1-عبد المعطي الجزار: ولد في قرية ميت بشار مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1937، وحصل على الدكتوراة في الطاقة الذرية، وتم تعيينه بدرجة مدرس في هيئة الطاقة الذرية، وقد تولى منصب مسؤول المكتب الإداري لإخوان القليوبية، وحكم عليه عام 1966 بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية تنظيم 65، لكنه خرج من السجن في عام 1975، وتأثر عبد المعطي الجزار كثيرًا بكتابات سيد قطب وأفكاره، حيث يعد من القطبيين.[3]
2-حلمي الجزار: طبيب من مواليد عام 1952، كان أحد قيادات الحركة الطلابية في السبعينيات بجانب عبدالمنعم أبو الفتوح وإبراهيم الزعفراني وعصام العريان[4]. تولى الجزار منصب نائب رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالجيزة، وعضو مجلس الشورى العام للجماعة، وقد خضع لمحاكمة عسكرية في عام 1975 ولكن تم تبرئته، كما تولى منصب أمين عام حزب الحرية والعدالة بالجيزة[5].
3-محيي الزايط: قيادي إخواني يبلغ من العمر 70 عامًا، عضو مجلس شورى الجماعة، ومسؤول المكتب الإداري للإخوان بمحافظة الجيزة. قبل انضمامه للإخوان كان مسؤول الجماعة الإسلامية بكلية الطب في جامعة عين شمس[6]، وساعده عدم اشتباكه بالمشكلات الداخلية للجماعة على أن يكون على صلة جيدة بالمكاتب الإخوانية الداخلية في مصر.
سيناريوهات إيجاد بديل لإبراهيم منير:
برغم وجود هؤلاء المرشحين، فإن عملية اختيار بديل إبراهيم منير قد تسير وفق سيناريوهين رئيسيين، هما:
1-سرعة وسهولة إتمام عملية الاختيار:
في تلك الحالة نكون أمام توافق كامل داخل "جبهة لندن"، في محاولة من جانبها لتأكيد أنها تمثل جماعة الإخوان المسلمين الأم القادرة على تخطي أي عقبة وخلاف داخلي، والأرجح اختيار واحد من المرشحين الثلاثة، الذين سبق الحديث عنهم.
ووفقًا لعُرف الجماعة، يمكن اختيار الأكبر سنًا، وهنا نتحدث عن عبدالمعطي الجزار، إلا أن هناك بعض النقاط التي ربما تقف حائلًا أمام اختياره للمنصب، أبرزها حالته الصحية وانتماؤه من قبل لجماعة التبليغ، فضلًا عن كون المرشحَيْن الآخرين (حلمي الجزار والزايط) يتمتعان بقدرات إدارية واتصالات مع مكاتب الجماعة أكبر منه.
على ضوء ذلك من المرجح أن تنحصر الاختيارات ما بين حلمي الجزار والزايط، وربما يدفع إعلان الثاني قيامه بتسيير الأعمال إلى أن يتم انتخابه، إذ قال في برنامج المسائية "كنت أساعد منير في إدارة الهيئة العليا، وأتولى بعض الأمور في غيابه بصفة مؤقتة حتى تكمل مؤسسة الجماعة اختيار من يقودها خلال المرحلة القادمة"، فضلًا عن أن البيان الذي أصدرته جبهة لندن يوم 5 نوفمبر الجاري جاء فيه أن منير كان قد كلف في حياته الزايط بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية[7].
لكن قدرات حلمي الجزار التنظيمية وعلاقاته بالجبهات الأخرى ربما ترجح كفته في نظر البعض عن الزايط. وفي ضوء ذلك وخوفًا من حدوث انقسام بين الجبهة حول من سيخلف إبراهيم منير، فإنها قد تتجه إلى الاستقرار على عبد المعطي الجراز أو شخص آخر صوري؛ للتخلص من أي انقسام قد يحدث في هذه المرحلة التي تتصارع فيها على قيادة الجماعة مع جبهة إسطنبول.
2-خلافات داخلية وتأخر الإعلان:
نكون إزاء هذا السيناريو أمام حالة لا يتم فيها اختيار عبد المعطي الجزار حتى ولو صوريًا، وصراع ربما ينشب ما بين الزايط وحلمي الجزار، فكل منهما يرى أن لديه مقومات تؤهله لأن يحل محل إبراهيم منير، ومن ثم قد تتأخر جبهة لندن في التوافق على الشخص الذي سيحل محل منير، وهذا الأمر من شأنه أن يضعف الجبهة في مواجهة الجبهات الأخرى، ويصب في مصلحة جبهة حسين بصورة أكبر، التي ربما تستقطب من رحم هذا الصراع عناصر لصالحها وتقوي شوكتها.
من سيتولى أمانة التنظيم الدولي؟
كان إبراهيم منير يشغل منصبين، الأول هو القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، والثاني هو أمين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وبالنظر إلى الأسماء المرشحة لتولي منصب القائم بأعمال المرشد بدلًا من منير وهم "محيي الزايط، وحلمي الجزار، وعبد المعطي الجزار" فمن المرجح أن يتم الفصل بين المنصبين والبحث عن شخص لمنصب أمين التنظيم الدولي، وذلك بالنظر إلى أنهم لا يمتلكون علاقات على المستوى الدولي كما كان منير يمتلك.
وبالنظر إلى الأسماء المرشحة لتولي منصب الأمين العام للتنظيم الدولي، نجد أن من بينها محمود الإبياري الأمين المساعد للتنظيم الدولي، وإبراهيم الزيات المصري الألماني الملقب بوزير مالية الإخوان وأحد أبرز قيادات الإخوان بأوروبا، وخاصة في ألمانيا[8]، والذي من شأنه أن يحاول المساهمة في تقليص انقسامات الجماعة. وإذا ما نظرنا للتطورات الأخيرة في ألمانيا، وتشديد الخناق على الإخوان المسلمين[9] فإنه من الممكن أن يعيق ذلك تولي الزيات وتكون الفرصة أكبر للإبياري، وخاصة أنه شغل منصب الأمين المساعد للتنظيم الدولي.
تأثير وفاة منير على الصراع القائم بين الجبهات وعلى الجماعة عمومًا:
يبدو للوهلة الأولى أن وفاة إبراهيم منير لن تؤثر كثيرًا على حالة الصراع القائمة مع جبهة محمود حسين، بمعنى أنه يبدو أن الصراع سيظل مستمرًا بين الجبهتين على الأقل خلال هذه الفترة، وهو ما يكشف عنه البيان الصادر عن جبهة لندن بعد وفاة منير مباشرة، والنعي الذي أصدرته جبهة إسطنبول.
فقد أكدت جبهة لندن في بيانها أن اختيار القائم بأعمال المرشد سيكون من بينها، حين قالت إن «اجتماعات الجبهة منعقدة منذ الإعلان عن وفاة منير لترتيب الأوضاع، وستبقى منعقدة لحين الإعلان عن القائم بأعمال المرشد الجديد»، كما أنها شددت على «تمسكها بقيادة (الإخوان) وإعادة بناء مؤسسات التنظيم»[10]، وهو ما يعني أن الجبهة مصممة على المضي في صراعها مع جبهة إسطنبول حول السيطرة على الجماعة.
في المقابل يكشف إمعان النظر في النعي الذي أصدرته جبهة محمود حسين، أنها ما زالت مصرة هي الأخرى على أحقيتها في السيطرة على الجماعة وإدارتها، فقد جاء النعي من باب أن الموت له حرمته، وتعمد عدم ذكر منصب منير بوصفه قائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وتعامل مع الأمر بوصفه وفاة لقيادة من قيادات الجماعة.
ويمكن القول إن مواقف جبهتي "لندن" و"إسطنبول" وموقف جبهة التغيير الذي تجاهل، حتى لحظة كتابة هذه الورقة، التعليق على وفاة منير، كلها تدفع إلى استمرار الوضع القائم بين الجبهات الثلاث، لكن اختيار بديل منير نهائيًا ربما ينعكس على درجة تماسك الجماعة بصفة عامة. وهو ما يمكن تناوله من خلال سيناريوهين رئيسيين؛ الأول يتعلق بنشوب خلافات علنية داخل جبهة لندن حول بديل إبراهيم منير، والثاني حال نجاح الجبهة في اختيار هذا البديل والاستقرار عليه.
1-سيناريو الخلافات العلنية وعدم القدرة على اختيار بديل منير سريعًا:
يعد هذا هو السيناريو الأصعب لجبهة لندن، والأفضل لجبهة محمود حسين، حيث ستستفيد الثانية من الخلافات الداخلية حال حدوثها في الأولى، من خلال استقطاب عناصر ممن يتأرجحون بين الجبهتين. ومن ثم فإن عدم قدرة جبهة لندن من احتواء هذه الخلافات الناتجة عن عدم التوافق على بديل لمنير بشكل سريع، سيضعف من درجة تماسكها أمام أعضاء الإخوان الآخرين وقد يدفع بالكثير منهم إلى الانضمام إلى جبهة محمود حسين، الأمر الذي يجعل الأخيرة في موقف قوة يمكنها من حسم صراعها ضد جبهة لندن. وفي هذا الصدد أشار البعض إلى أن مصطفى طُلبة، الذي يترأس «لجنة للقيام بأعمال المرشد» التي شكلها «مجلس شورى إسطنبول» في وقت سابق عقب عزل إبراهيم منير من منصبه، يحاول أن يسيطر على جبهة لندن بفكرة (لم الشمل)، في محاولة للسيطرة على الجبهة[11].
ويرجح مراقبون أن تشهد جبهة لندن خلافًا كبيرًا حول بديل منير، حيث لا يوجد إجماع على قيادة معينة يمكنها أن تحل محل منير، وذلك بالرغم من تعدد القيادات الإخوانية، فضلًا عن أن الإعلان عن تولي الزايط إنما كان بمثابة إجراء سريع لإدارة الجبهة حتى موعد الانتخابات، التي سوف تتم في الغالب من خلال المكاتب الإدارية والشُّعَب لاختيار قائم بأعمال المرشد[12].
على ضوء ذلك يمكن القول إن ضعف جبهة لندن سيصب في صالح جبهة إسطنبول التي قد تستطيع في هذه الحالة أن تتواصل مع جبهة التغيير في ظل اشتراكهما في العديد من المواقف ومن بينها رفض توجهات جبهة لندن الساعية إلى الانسحاب من أي صراع سياسي على السلطة في مصر، بل ومحاولة التصالح مع النظام هناك. ومن ثم قد تستطيع جبهة محمود حسين فرض سيطرتها على الجماعة ولم شملها والتخفيف من الانقسامات الحالية.
2- سيناريو الاستقرار على اختيار بديل لمنير:
يتمثل هذا السيناريو في نجاح جبهة لندن في الاستقرار على بديل منير سريعًا، الأمر الذي ستبدو معه الجبهة متماسكة وقادرة على تخطي أي خلاف داخلها حول القيادة. لكن هذا السيناريو يتضمن ثلاث حالات تختلف تداعياتها على درجة الصراع مع جبهة إسطنبول وعلى مدى تماسك الجماعة ككل.
أ- حال تولي الزايط:
كما سبقت الإشارة، فإن محيي الزايط ربما يكون الأقرب كي يحل محل منير في منصب القائم بأعمال المرشد، إذ إن هناك بعض المؤشرات التي تصب في هذا الاتجاه، ومن بينها تصريحات صهيب عبد المقصود المتحدث باسم جبهة لندن "بأن الجماعة ستعلن خلال أقل من شهر عن كافة الأمور الإدارية الجديدة.. وأن الأمور تسير كما خطط لها الأستاذ إبراهيم منير قبل وفاته"[13]، وتصريحات الزايط نفسه: "كنت أساعد منير في إدارة الهيئة العليا، وأتولى بعض الأمور في غيابه بصفة مؤقتة"، وظهوره دون غيره من القيادات الإخوانية مع منير في عدد من الحوارات الصحفية.
غير أن تولي الزايط لا يعني أنه سيكون هناك توافق تام عليه كي يحل محل إبراهيم منير، فربما لا يوجد إجماع تام عليه، كما أن هناك آخرين مثل حلمي الجزار قد يرى أنه الأحق بخلافة منير، وخاصة أنه يمتلك شبكة علاقات مع مختلف جبهات الجماعة المتصارعة.
في ظل هذه الحالة، سنكون أمام تفكك وانقسام داخل جبهة لندن وتغير في خريطة القوى ربما تصب في صالح جبهة محمود حسين، وذلك لأسباب عدة؛ من بينها افتقاد الزايط للكاريزما والقوة داخل الجماعة، بالإضافة إلى أنه - تنظيميًا - أقل درجة من محمود حسين، حيث كان الأول عضو مجلس شورى الجماعة والثاني عضو مكتب الإرشاد[14]، الأمر الذي يضعف جبهة لندن في مواجهة جبهة إسطنبول التي ستنتهز الفرصة في هذه الحالة لبسط سيطرتها على الجماعة وقيادتها.
ب-حال تولي حلمي الجزار:
كما سبقت الإشارة فإن هناك فرصة أمام حلمي الجزار كي يحل محل منير في منصب القائم بأعمال المرشد، وفي هذه الحالة سنكون أمام فرص أكبر لاستمرار تماسك جبهة لندن، مع محاولات تقويتها خاصة مع تمتع الجزار بعلاقات جيدة داخل أوساط شباب الإخوان المنتمين لكل من جبهة إسطنبول و"الكماليون"[15]، وقربه التنظيمي من القواعد الإخوانية[16]، وهذا الأمر قد يزيد من الصراع مع جبهة إسطنبول في ظل محاولة حلمي الجزار جذب أعضاء الجبهات الأخرى إلى جانبه، ومن ثم استمرار الانقسامات داخل الجماعة.
ج- حال تولي عبد المعطي الجزار أو شخص صوري آخر:
هنا نكون أمام تأجيل مؤقت لصراع داخل جبهة لندن، يخفي خلافات داخلية، سيؤدي استمرارها وعدم القدرة على احتوائها إلى ضعف الجبهة وتراجع قوتها ودرجة تماسكها، بما يصب في النهاية في صالح جبهة إسطنبول التي ستسعى بدورها إلى محاولة جذب أعضاء لندن إلى جانبها ومن ثم بسط سيطرتها على الجماعة ككل في محاولة للم شملها واحتواء صراعاتها وانقساماتها.
خاتمة:
من المرجح ألا تؤثر وفاة إبراهيم منير على درجة الصراع القائم بين جبهتي لندن وإسطنبول، ولكنها قد تؤثر على جبهة لندن إذا لم تستطع سريعًا اختيار بديل متفق عليه لديه القدرة على أن يحل محل منير، فعدم قدرة الجبهة على تعيين قائد لها يتولى منصب القائم بأعمال المرشد قد يدخلها في دوامة من الخلافات الداخلية التي ستضعفها في صراعها مع منافستها (جبهة إسطنبول).
والثابت أن جبهة محمود حسين قد تكون هي المستفيد الأكبر من وفاة إبراهيم منير الذي ربما لا تتمكن جبهته (جبهة لندن) من إيجاد بديل له يتمتع بنفس قدراته وعلاقاته الداخلية والخارجية، ومن ثم قد تستطيع جبهة إسطنبول، باستغلال بعض أوجه الضعف التي قد تترتب على غياب منير، دعم موقفها في الصراع المستمر بين الجبهتين، وهو ما يعني استمرار الانقسام داخل الجماعة الأم.
وبرغم أن جبهة إسطنبول ستحاول استغلال الفرصة لحسم صراعها مع جبهة لندن حول قيادة الجماعة، فقد تنشأ بعض المتغيرات التي تدفع إلى محاولة احتواء الخلاف وتهدئة الصراع بين الجبهتين، ومن بينها تولي الزايط - بتوافق داخل جبهة لندن وترضية حلمي الجزار - الذي قد يدفع إلى إيجاد أرضية مشتركة مع جبهة إسطنبول، بالنظر إلى أنه ضغط لإضافة محمود حسين إلى اللجنة الإدارية المشكّلة في الربع الأخير من عام 2020، عقب القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام السابق[17]. كما أن احتمالية أن يتم الفصل بين مَن يتولى أمانة التنظيم الدولي ومَن يتولى منصب القائم بأعمال المرشد - وإن كان من المرجح حدوثه في مرحلة تالية - من الممكن أن تساعد هذه الاحتمالية في تهدئة الخلافات؛ إذ إن الشخص الذي سيتولى أمانة التنظيم الدولي قد يسعى إلى لمّ شمل الجماعة عبر تهدئة الصراعات والخلافات بين الجبهات الثلاث، وخاصة جبهتي لندن وإسطنبول.
المراجع
[1] تولى صهيب عبد المقصود من قبل منصب المتحدث باسم طلاب الإخوان المسلمين، وذاع اسمه في مرحلة ٢٠١٣، وتحديدًا أثناء فترة فض اعتصام رابعة، حيث اتهم وزارة الداخلية المصرية بزرع عناصر داخل تظاهرات الإخوان.
[2] محيي الزايط يعلن توليه المهام الإدارية لجماعة الإخوان “مؤقتًا” بعد وفاة إبراهيم منير (فيديو)، الجزيرة، ٥ نوفمبر ٢٠٢٢،
[3] محمد عبد المعطي الجزار، ويكيبديا الإخوان المسلمين، متاح على الرابط التالي،
[4] القيادات الطلابية في السبعينات كشف حساب خمسين عامًا (2/2)، ويكيبيديا الإخوان،
[5] «الجزار» أمينًا لـ«الحرية والعدالة» بالجيزة لحين انتهاء «دراج» من «التأسيسية»، المصري اليوم، ٢٥ أغسطس ٢٠١٢،
https://www.almasryalyoum.com/news/details/159236
[6] أحداث في صور...محي الزايط وسط الناشطين في الكلية، ويكيبيديا الإخوان،
[7] أشرف عبدالحميد، "جبهة لندن" تعين الزايط خلفًا لمنير وتتمسك بقيادة "الإخوان"، العربية نت، 5 نوفمبر 2022، https://www.alarabiya.net/arab-and-world/egypt/2022/11/05/-%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%B7-%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7-%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%AA%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A8%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-
[8] باحث مصري يكشف لـ RTمستقبل جماعة الإخوان المسلمين بعد وفاة إبراهيم منير، روسيا اليوم بالعربية، 4 نوفمبر 2022،
[9] تطور سياسة مكافحة التطرف في ألمانيا تجاه جماعة الإخوان المسلمين، عين أوروبية على التطرف، 03 يونيو 2022،
https://eeradicalization.com/ar/7833/
[10] وليد عبدالرحمن، هل تشهد «جبهة إخوان لندن» خلافات حول بديل منير؟ الشرق الأوسط، 5 نوفمبر 2022، https://aawsat.com/home/article/3971126/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%AF-%C2%AB%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86%C2%BB-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1%D8%9F
[11] المصدر السابق.
[12] المصدر السابق.
[13] صهيب عبد المقصود: تكليف الدكتور محيي الزايط بإدارة أمور الجماعة مؤقتًا حتى الإعلان عن القائم بالأعمال الجديد، الموقع الرسمي للإخوان المسلمين، ٥ نوفمبر ٢٠٢٢:
[14] وفاة إبراهيم منير.. هل تكتب شهادة انهيار الإخوان؟، العين الإخبارية، ٤ نوفمبر ٢٠٢٢:
https://al-ain.com/article/brotherhood-ibrahim-mounir-death-collapse
[15] محمد حسن شعبان، السلطات المصرية تطلق سراح القيادي الإخواني البارز حلمي الجزار، الشرق الأوسط، 25 أغسطس 2014:
https://aawsat.com/home/article/167146
[16] الإخواني حلمي الجزار... هل يُحدث فرقًا داخل الجماعة؟، حفريات، ١٤ أكتوبر ٢٠٢٢:
[17] عبدالرحمن محمد، إخوان مصر 2021.. مستقبل التنظيم والعلاقة مع النظام، الجزيرة، 31 ديسمبر 2020:
©2024 Trends Research & Advisory, All Rights Reserved.
Reviews (0)