Research

http://217.165.206.170/wp-content/uploads/2020/05/الإمارات-وكوريا-الجنوبية-من-أهم-التجارب-الناجحة-في-إدارة-أزمة-كورونا.jpg

  • تريندز
0 Views
Foreign Policy & International Relations

http://217.165.206.170/wp-content/uploads/2020/05/الإمارات-وكوريا-الجنوبية-من-أهم-التجارب-الناجحة-في-إدارة-أزمة-كورونا.jpg


نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات محاضرة عن بُعد تحت عنوان: "مواجهة كوفيد-19: أفضل الممارسات الدولية والطريق نحو المستقبل" تناولت أفضل الممارسات الدولية في مواجهة وباء كورونا المستجد، وألقت الضوء على جوانب الاختلاف في ما بينها مع التركيز على نموذجي دولة الإمارات وكوريا الجنوبية باعتبارهما من أنجح التجارب الدولية في إدارة هذه الأزمة غير المسبوقة، وذلك بالنظر إلى طبيعة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الدولتان في مواجهته هذا الوباء والتخفيف من تداعياته.

نجاح الإمارات في التعامل مع "كوفيد-19" يؤهلها لإدارة أزمات المستقبل

استعرض الدكتور سيف الظاهري مدير إدارة السلامة والوقاية بالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بدولة الإمارات في هذه المحاضرة أهم ملامح التجربة الإماراتية في إدارة أزمة "كوفيد-19"، مشيراً إلى أن الإمارات اتخذت إجراءات احترازية شبيهة بما قامت به كوريا الجنوبية، ولديها سياسات استباقية لإدارة مختلف الظروف والأزمات، حيث انتهجت السبيل العلمي في إدارة الأزمة، وقامت خلال فترة الإغلاق بفحص آلاف الأشخاص، وطبقت التباعد الاجتماعي، والعمل من المنازل، وأغلقت المحلات التجارية جزئياً لتعطي الناس شعوراً بشيء من الحياة الطبيعية، وسمحت لبعض القطاعات بالاستمرار في العمل.

وتطرق الدكتور الظاهري إلى مبادرة منصة "وقاية" التي تم استحداثها في الإمارات للمساعدة في رفع مستوى الوعي المجتمعي وجعل الجمهور يفهم ويدعم جهود الإمارات لمواجهة هذا الوباء، موضحاً أن أهم عوامل نجاح الإمارات في مكافحة فيروس كورونا المستجد تتمثل في رؤية القيادة الرشيدة، والبنية التحتية القوية والمتطورة، بالإضافة إلى الإرادة الوطنية، والتضامن الوطني، والالتزام المجتمعي، فضلاً عن وضع الاستراتيجيات الوطنية اللازمة لتحقيق الأمن الغذائي وضمان تدفق إمدادات الغذاء والدواء في جميع الظروف، والتعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص. كما بادرت الإمارات إلى تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الدول التزاماً منها بالمبادئ الإنسانية ومد يد العون من أجل الخروج من هذه الأزمة العالمية.

وأشاد الظاهري بدور القيادة الرشيدة في إدارة أزمة وباء كورونا المستجد والدعم الكبير الذي قدمته للخط الأمامي من القطاع الطبي لأداء دوره، مشيراً إلى نجاح الإمارات في تطوير علاج لفيروس كورونا المستجد باستخدام تقنية الخلايا الجذعية، والنتائج الواعدة لهذا العلاج. وخلص الدكتور سيف الظاهري إلى أن دولة الإمارات أكدت من خلال إدارتها الناجحة لأزمة وباء "كوفيد-19" أنها تمتلك رؤية مستقبلية تؤهلها لإدارة الأزمات في المستقبل.

عوامل الاختلاف بين التجارب الكورية والآسيوية والأمريكية والأوروبية في التعامل مع "كوفيد-19"

استعرض الدكتور فيكتور تشا مستشار أول بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بالولايات المتحدة الأمريكية جوانب التميز في إدارة كوريا الجنوبية والدول الآسيوية بوجه عام لأزمة تفشي وباء كورونا المستجد، مقارنة بالتجربتين الأوروبية والأمريكية، مشيراً إلى أن الدول الآسيوية تصدت لوباء فيروس "كوفيد-19" بشكل أفضل من الدول الأوروبية من خلال المعايير الصارمة التي طبقتها، والتي مكنتها من احتواء الفيروس منذ بداية الإعلان عنه، مقارنة بالولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية التي لم تسارع إلى التعامل مع الفيروس بشكل جدي في بدايات انتشاره.

وأشاد الدكتور تشا بكفاءة كوريا الجنوبية في التعامل مع وباء كورونا المستجد، فرغم أن أول حالة إصابة بالفيروس تم اكتشافها بالموازاة مع اكتشاف أول الحالات في الولايات المتحدة استطاعت إبطاء معدل الإصابة في غضون ستة أسابيع نتيجة للإجراءات غير التقليدية التي اتخذتها في إدارة الأزمة التي من بينها تمكين أي شخص من إجراء اختبار فحص الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد مجانًا، باستخدام تطبيق الهاتف المحمول في أي مكان، لتتبع الأشخاص الذين قاموا بإجراء الفحص، وإشراك القطاع الخاص في مساعدة الحكومة في مكافحة الفيروس. كما استخدمت كوريا ابتكارات جديدة مثل إقامة مرافق للفحص السريع من داخل المركبات، وتخصيص مستشفيات لاستقبال حالات الإصابة بهذا الوباء وأخرى لاستقبال باقي المرضى.

وأوضح الدكتور تشا أن أهم العوامل التي ساعدت الدول الآسيوية في احتواء انتشار وباء كورونا المستجد أنها اعتمدت على التكنولوجيا في عمليات التتبع الرقمي للحالات المصابة بالفيروس ومتابعة حالات ما بعد الشفاء، مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية. كما استفادت الدول الآسيوية من خبراتها السابقة في التعامل مع الأوبئة، فاستجابت مبكراً باتخاذ التدابير اللازمة وأقامت مراكز للاتصال ووفرت الكمامات بأعداد كبيرة وأعلنت حالة طوارئ بخلاف الولايات المتحدة التي كشف تفشي وباء كورونا المستجد فيها قصوراً واضحاً في التنسيق بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات ما انعكس سلباً على نهج استجابتها الذي اتسم بالعشوائية.

كيف يمكن تطوير الممارسات الدولية في مواجهة وباء "كوفيد-19"؟

قدم الدكتور سيف الظاهري والدكتور فيكتور تشا في نهاية المحاضرة بعض التوصيات المهمة التي من شأنها تطوير الممارسات الدولية في مواجهة وباء كورونا المستجد، أهمها: ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة فيروس كورونا المستجد، وتوحيد الجهود بدلا من تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم على الآخرين، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير جهود مواجهة الأوبئة والأزمات الصحية، والاستفادة من استخدام المعلومات والتكنولوجيا في مواجهة الوباء عالمياً.

وتأتي هذه المحاضرة ضمن فعاليات "منتدى الحوار الاستراتيجي عن بُعد"، الذي يسعى من خلاله مركز "تريندز" إلى تحليل التداعيات المختلفة لوباء كورونا، خاصة في ما يتعلق بالمجالات الأكثر تأثيراً على دول العالم، كالطاقة، والاقتصاد، والتعليم عن بُعد والأمن السيبراني، لاستشراف سيناريوهات المشهد الدولي في مرحلة ما بعد "كوفيد-19".


: 12-May-2020

Reviews (0)


       


Related Research

©2024 Trends Research & Advisory, All Rights Reserved.

'